الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

إعلامي:الآلية العربية لمتابعة الحوار الفلسطيني لا تتعارض مع الجهود المصرية

وصف مصدر إعلامي مصري مطلع النقاب قرارات وزراء الخارجية العرب بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية بأنها غامضة، وأرجع السبب في ذلك إلى طبيعة الموقف الذي أفصح عنه الرئيس محمود عباس في حديثه لوزراء الخارجية العرب الذي تركز أساسا على طلب مساعدته في إعادة نفوذه على قطاع غزة واستمراره في السلطة لا سيما أن ولايته الرئاسية على أبواب أن تنتهي، ونفى أن تكون الآلية العربية المقترحة لمتابعة الحوار الوطني الفلسطيني بديلا عن المساعي المصرية في هذا الشأن.
وأشار الإعلامي المصري المتخصص بالشأن الفلسطيني ابراهيم الدراوي في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" إلى أن شعورا بخيبة الأمل خيمت على اجتماعات وزراء الخارجية العرب نتيجة موقف الرئيس محمود عباس الذي غاب عنه تماما مطالبة الوزراء العرب بخطوات عملية فعالة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني والتركيز فقط على كل ما من شأنه أن يدعم سلطته، وقال: "لقد حضر الرئيس محمود عباس اجتماع وزراء الخارجية العرب وطلب منهم دعمه في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة بما يضمن له الاستمرار في السلطة على اعتبار أن إسرائيل ترفض أن تتسلم "حماس" قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وفقا للدستور الفلسطيني بعد انتهاء ولاية الرئيس عباس الحالية".
وأكد الدراوي أن مطلب استقدام قوات عربية إلى غزة الذي كان الرئيس محمود عباس قد أطلقه من مصر في وقت سابق لم يجد له أي صدى في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، وأنه أصبح مطلبا منسيا لأن إسرائيل ترفض وجود قوات عربية في غزة، كما قال.
وأشار إلى أن ما لفت انتباه المراقبين أن عباس الذي طلب من وزراء الخارجية العرب دعمه للعودة إلى غزة واستمرار سلطته تجاهل تماما معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، ولم يطالب بموقف عربي فعال لفك الحصار ولم يطالب بفتح المعابر ولا باعتبار قطاع غزة منطقة منكوبة تستوجب الدعم العربي والإسلامي وإيصاله إليها عبر معبر رفح الذي استطاع نشطاء أروبيون أن يصلوا عبره فيما فشل العرب في ذلك، على حد تعبيره.
وأوضح الدراوي أن ما انتهى إليه وزراء الخارجية العرب لجهة مقترح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بضرورة إنشاء آلية عربية لمتابعة الحوار الوطني الفلسطيني لا تشكل بديلا عن الجهود المصرية للحوار الوطني الذي دشنته القاهرة مع الفصائل الفلسطينية منذ عدة أسابيع، وقال: "الآلية العربية لمتابعة الحوار الفلسطيني ليست بديلا عن الجهود المصرية لرأب الصدع وإعادة الوحدة بين الفلسطينيين، وإنما تمثل دعما لها، فهي تعني تشكيل لجنة عربية لمتابعة اتفاق المصالحة الذي من المتوقع أن تنتهي إليه جهود المصريين بعد عيد الفطر المبارك، وفضح كل طرف يعمل على عرقلة جهود المصالحة وتثبيتها على الأرض. ثم إن المصريين يعتقدون أنهم الطرف الأقدر والأعلم بتفاصيل الملف الفلسطيني، وبالتالي هم لا يريدون شريكا في الوساطة بين الفلسطينيين"، على حد تعبيره. 
وشكك الدراوي في امكانية أن تؤول الجهود العربية إلى أي نتيجة فعالة على أرض الواقع إذا لم تكن محايدة وغير منحازة لطرف على حساب طرف آخر، كما قال.