عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس لـ'الأسبوع': الاعتقالات واللجنة الفصائلية وراء تعطيل المصالحة الفلسطينية
3 / 7 / 2009
حوار: إبراهيم الدراوي أكد عزت الرشق 'عضو المكتب السياسي لحركة حماس' أن ملفات الاعتقالات السياسية والخلاف حول صلاحيات اللجنة الفصائلية، وعدم توافر الإرادة السياسية لدي وفد فتح هي السبب في تأجيل التوقيع علي اتفاق المصالحة الفلسطينية إلي 25 من الشهر الحالي، وشدد علي أن حماس لن تعترف بإسرائيل حتي بعد قيام الدولة الفلسطينية، وأن التطورات السياسية في لبنان وإيران لن تنعكس سلبا علي وضع الحركة في الساحة الفلسطينية.. وإلي نص الحوار:
< ما الأسباب الحقيقية وراء تأجيل التوقيع علي المصالحة؟
<< هناك الكثير من الأسباب في مقدمتها قضية المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية ورفض وفد فتح التجاوب مع مطالب حماس والقيادة المصرية بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق بينما هناك أكثر من 900 معتقل في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ومنذ شهرين قدمنا قائمة بها 400 أسير إلي الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، لكن في هذه الجولة قدمنا له قائمة بها 900 أسير مما يعني أن فتح لا تتجاوب مع أجواء الحوار الفلسطيني ولا تتجاوب مع النداء المصري الداعي الي إخلاء السجون الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من المعتقلين السياسيين، ونحن نعتقد أنه من العيب أن يكون هناك معتقل فلسطيني واحد في السجون الفلسطينية، لأننا ندين ونستنكر وندعو العالم إلي استنكار السلوك الاسرائيلي باحتجاز أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
< البعض يقول إن هناك أسباباً أخري، وأن قضية المعتقلين السياسيين هي الواجهة فقط.
<< قضية المعتقلين السياسيين قضية أساسية لحماس لأنها في الاساس قضية أخلاقية لا يمكن أن نترك أبناءنا وإخوتنا في الحركة في السجون في الضفة الغربية وليس لهم أي ذنب سوي الانضمام والانتماء الي حماس دون أن يرتكبوا جريمة أخري، وما يؤكد أن هذه أهم قضية بالنسبة لحماس هو أن الحوار الفلسطيني نفسة تعطل في شهر نوفمبر الماضي عندما تفاقمت أزمة المعتقلين السياسيين.
< فتح تتهم حماس بالاستعداد للسيطرة علي الضفة الغربية علي غرار ما حدث في عملية الحسم العسكري في غزة، وأن كثيراً من المعتقلين في الضفة الغربية هم علي خلفية جنائية وليست سياسية، وأن إطلاق سراحهم سيعجل بسيطرة حماس علي الضفة الغربية.
<< هذه المزاعم ليس لها أي علاقة بالواقع لأن الحملة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لا تستهدف عناصر القسام فقط، بل تستهدف جمعيات خيرية واجتماعية تابعة لحماس.. لذلك أنا أعتقد أن المقصود مما يجري في الضفة الغربية هو اجتثاث حماس وليس مجرد استهداف عناصر بعينها.
< ما الرؤية التي تتبناها حماس لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين؟
<< رؤيتنا تنطلق من ضرورة إنهاء ملف الاعتقالات السياسية في أسرع وقت وإخلاء السجون في الضفة الغربية وقطاع غزة من جميع الاسري قبل التوقيع علي الاتفاق النهائي لأننا في الاتفاق الذي تم توقيعه في 26 فبراير الماضي في الجولة الاولي من الحوار تم الاتفاق علي إنهاء ملف الاعتقالات السياسية قبل التوقيع علي الاتفاق النهائي، لكننا فوجئنا بأن الاخوة في فتح يرفضون ذلك ويطالبون بتجاوز قضية المعتقلين الي القضايا الأخري، وقد تدخل الطرف المصري بتشكيل لجنة مصغرة من الجانبين لمناقشة ملف الاعتقالات السياسية وعلي مدار ثلاثة أيام لم تحدث أي اختراقات في هذا الملف مما دعا الجانب المصري الي إعطاء الطرفين فرصة أخري لمزيد من المشاورات مع المرجعيات السياسية للحركتين والرجوع إلي القاهرة في 25 يوليو الحالي للتوقيع النهائي علي الاتفاق.
< وماذا عن الأسباب الأخري؟
<< نحن في حماس كنا وما زلنا علي استعداد تام للتوقيع علي الاتفاق بعد الانتهاء مباشرة من الملفات العالقة لكن للاسف لا تتوافر حتي الان الارادة السياسية لدي الاخوة في فتح لانهاء الملفات العالقة. ومن الأسباب الأخري التي أجلت الحوار أن وفد فتح تمسك بعناصر شكلية تتعلق باللجنة الفصائلية التي يفترض أن تدير الشان الفلسطيني الداخلي خلال المرحلة القادمة حتي إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، ووفد فتح أراد أن يفرغ هذه اللجنة من مضمونها لأننا نري فيها -كما يري الاخوة المصريون- بديلا لحكومة الوفاق الوطني بحيث تكون مسئولة عن إعادة الاعمار وفتح المعابر ورفع الحصار وإعادة توحيد المؤسسات المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكننا فوجئنا بأنهم لا يريدون أن يكون لهذه اللجنة أي دور أو مضمون. أيضاً ومن الأسباب الأخري التي أرجأت التوقيع علي الاتفاق النهائي تمسك فتح بالنسب التي طرحتها في الجولة قبل السابقة والتي تطالب فيها بأن يكون نظام التمثيل النسبي 80٪، ونظام الدوائر 20٪ وهذا ما ترفضه حماس في الوقت الحالي، لأننا في الاساس نفضل أن يكون نظام الدوائر هو النظام السائد في الانتخابات كما يحدث في جميع دول العالم، لكن لأننا نرغب في إنجاح الحوار قبلنا بالنظام المختلط الذي يقوم علي 50٪ دوائر و50٪ نسبي، وبعد عدة جولات قبلت حماس 40٪ دوائر و60٪ نسبي، ورغم كل هذه المرونة من جانب حماس لا يتجاوب وفد فتح.
< وما الآليات التي يمكن أن تساعد في إنجاح المصالحة؟
<< نحن في حماس طرحنا علي الراعي المصري أن تكون المرحلة المقبلة حتي يوم 25 من هذا الشهر فترة عمل متواصلة لإنهاء جميع الخلافات في الساحة الفلسطينية حتي نأتي الي القاهرة ويكون كل شيء جاهزاً للتوقيع، ولا يتكرر ما حدث في هذه الجولة.. نريد أن تأتي الاطراف الي القاهرة خلال الفترة المقبلة والجميع مستعدون لانهاء الخلاف، ونحن ندعو فتح أن تتوفر لديها الرغبة والجدية والارادة السياسية لانهاء الخلاف في الساحة الفلسطينية قبل حلول الخامس والعشرين من هذا الشهر، ونحن نعتقد أننا قطعنا شوطا كبيرا، والخلافات العالقة يمكن حلها والتغلب عليها خلال المرحلة المقبلة.
< هل تعتقد أن حماس الآن في موقف ضعيف بسبب تراجع حزب الله في لبنان؟
<< في البداية أنا لا اتفق معك في أن حزب الله تراجع في لبنان، لأن حزب الله ما زال مكوناً رئيسياً من مكونات الحياة السياسية في لبنان من جميع الجوانب السياسية والاجتماعية، ونحن في حماس لنا علاقات طيبة مع الجميع في الساحة اللبنانية بداية من حزب الله الي جميع القوي السياسية اللبنانية، ونحن نحترم لبنان وديمقراطيتها ولا نتدخل في الساحة اللبنانية، لكن الواقع الفلسطيني مختلف والشعب الفلسطيني الآن ملتف حول حماس، فالشعب الفلسطيني منح حماس ليس فقط صوته الانتخابي في الانتخابات البرلمانية الاخيرة لكنه منح حماس الشباب الفلسطيني الذي يقاوم ويبذل دمه فداء للقضية الفلسطينية.
< ما سر انفتاح حماس علي الاوربيين والولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا؟
<< الحقيقة أنه انفتاح من جانب الآخرين علي حماس، لأن حماس لم تغير أجندتها كما يتوقع البعض لكن الآخرين هم الذين يتصلون بحماس ويحاولون اللقاء معها، حماس كانت دائما علي استعداد لحل المشكلة الفلسطينية، لكن في ظل الإدارة الأمريكية السابقة التي كان يقوم أسلوبها علي التهديد والوعيد لم تكن هناك أي فرصة للحديث عن أي شيء، لكن عندما جاء الرئيس أوباما إلي القاهرة وتحدث بشكل إيجابي للغاية عن المقاومة وحماس كان لابد أن نلتقط الخيط ونعلن أن حماس لن تقف عائقاً أمام قيام دولة فلسطينية كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني التي وقعتها جميع الفصائل بما فيها حماس وتنص علي قيام دولة فلسطينية علي حدود 5 يونيو 1967 بشرط أن تكون عاصمتها القدس والاحتفاظ بحق العودة، وأن تكون خالية من المستوطنات، وخطاب الاخ خالد مشعل الاخير هو تعبير عن مواقف الحركة التي تعطي فرصة لهذه الجهود لقيام الدولة الفلسطينية علي حدود 5 يونيو دون الاعتراف بإسرائيل، وهذا هو الذي يميز موقف حماس عن موقف فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الاخوة في فصائل المنظمة يريدون دولة علي حدود 5 يونيو 1967 مقابل الاعتراف بإسرائيل، لكننا نريد نفس هذه الدولة مقابل هدنة أو تهدئة طويلة.
< هل تعتقد أن هناك تحولاً دولياً سيصب في النهاية لصالح حماس؟
< بالتأكيد، لأن العالم هو الذي يتجه إلي حماس ولا يمكن أن يتم تجاوز حماس في أي اتفاق قادم، ونحن لا نريد إلا مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني في أي اتفاق، وسبب المعاناة الحالية هو تمسك حماس بالثوابت الفلسطينية، ولعل المواطن الفلسطيني والعربي يستطيع أن يميز بين مشروعين أساسيين هما مشروع المقاومة الذي تتبناه حماس ومشروع التنازلات والاستسلام الذي يتبناه الآخرون، والسؤال الآن: ماذا استفاد الشعب الفلسطيني من جميع جولات المفاوضات مع إسرائيل خلال الفترة الطويلة الماضية؟ نحن لم نحصل علي شيء لأن إسرائيل تطالب العرب والفلسطينيين بمزيد من التنازلات بشكل دائم ولا تشبع من التنازلات، وكلما قدم الفريق الآخر تنازلات تطالب إسرائيل بالمزيد، والنتيجة كما تري هي مزيد من الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس، بالاضافة الي مساعي إسرائيل إلي تهويد ما تسميه بالدولة الإسرائيلية، لكل هذه الأسباب تعتقد حماس أنه لا بد من وقف مسلسل التنازلات الفلسطينية ودعم مشروع المقاومة.
< وماذا عن رؤيتكم للتطورات السياسية؟
<< ما يحدث في إيران شأن داخلي ليس لنا علاقة به، ونحن نحافظ علي علاقات إيجابية مع جميع الدول العربية والإسلامية لأننا في الواقع نري أن العمق العربي والإسلامي هو العمق الطبيعي للشعب الفلسطيني.