الأحد، 25 يناير 2009

المقاومة الفلسطينية تسجل انتصاراً على إسرائيل والمنبطحين معاً

[ 24/01/2009 - 11:39 م ]
إبراهيم الدراوي
هزيمة منكرة تعرض لها جيش الاحتلال الصهيوني في هجمته العنصرية على الفلسطينيين في قطاع غزة التي استمرت 22 يومًا بعدها فر هاربًا بإعلانه وقف إطلاق النار من جانب واحد ثم فرار فلوله من القطاع مدحورة منكوسة , و "موكوسة" ، فقد جاءت قوات العدو إلى غزة وفي جعبتها هدف مهم ووحيد ، وهو القضاء على المقاومة، وتخيل الصهاينة أن غزة ستفر هاربة أمامه ، وأن قادة حماس سيستغلون الأنفاق للهروب إلى أي وجهة فرارًا من الآلة العسكرية الجبانة ، ونشر الإعلام الصهيوني خبرًا مفاده أن رئيس الوزراء المنتخب إسماعيل هنية قد هرب حاملا معه مائتي مليون دولار ، وطبلت بذلك صحف العرب العميلة ، فإذا بإسماعيل هنية يخرج في خطاب ليشد على المقاومة ، ورردت صحف الكيان الصهيوني أكاذيب مفادها أن المقاومة تتخذ من الأطفال والنساء والشيوخ دروعًا بشرية ، وأن قادة المقاومة فروا إلى الخنادق وتركوا الشعب الفلسطيني يواجه النيران الصهيونية وحده ، ونتساءل مع الدكتور صلاح البردويل عضو المجلس التشريعي هل كان سعيد صيام في الخندق؟ وهل كان القادة الأمنيين الذين استشهدوا جبر وعمر والجعبري والدكتور نزار ريان وثلاثة عشر طفلا من أطفاله - من أربعة نساء – هل كانوا يختبئون في الملاجئ؟
للأسف أن هذه الافتراءات كان يرددها الإعلام العربي المنبطح نقلا عن الإعلام الصهيوني المضلل ، فما هي الحقيقة التي ظهر نورها بعد 22 يومًا هي زمن الحرب على غزة ، نبدأ أولا بالإشارة إلى حصاد عمليات كتائب القسام التي أطلقت 345 صاروخ قسام ، و211 صاروخ جراد ، و397 قذيفة هاون ، و82 RPG ، و7 صواريخ 107 ، وعملية استشهادية واحدة، وتفجير 79 عبوة ناسفة، وقنص 53 جنديا صهيونيا، و12 كمينـًا لأفراد جيش العدو و19 اشتباكـًا ، وأسر جنديين ، واستهداف 8 ناقلات جنود ، و9 آليات أخرى ، وإصابة 13 جرافة ، و25 دبابة ، و4 مضادات أرضية ، و12 منزلاً ، واسقاط طائرة ، واصابة أخرى ، وقتل 49 جنديًا صهيونيًا مقابل 48 من المقاومة ، وجرْح 411.
واقرأ معي عزيزي القارئ هذه العناوين لترى الصورة أوضح : « نيويورك تايمز» قالت : «رعب» الأنظمة العربية من الإسلاميين منع اتفاقها على موقف تجاه غزة ، وقال مركز «جلوبال»: استراتيجية الحرب فى إسرائيل تستهدف «غزة» حالياً... و«بيروت» مستقبلاً ، وقال نتنانياهو : العملية العسكرية لم تحقق أهدافها ، وقالت الصحف العبرية : باراك وليفنى ساعدا حماس فى هزيمة تل ابيب. هل تحقق الهدف؟
رددت وسائل إعلام المنبطحين ما نشره الإعلام الصهيوني من أن الهجمة الصهيونية كانت تهدف إلى القضاء على المقاومة ، أو على أقل تقدير تركيعها ، ولكن المقاومة سجلت عنوانـًا مفاده أن مقاومة الشعوب لا تركع ، حتى لو قتل مئات الآلاف من الشهداء ، فهذه المقاومة في الجزائر قدمت مليون ونصف المليون شهيد ، في مقابل 27 ألف قتيل فرنسي ، أما حرب فيتنام فكان عدد القتلى الفيتناميين: أكثر من مليون و250 ألف ، مقابل 58 ألفا و266 أمريكيا ، ولن يبخل الفلسطينيون الشرفاء عن تقديم مليون أو أكثر من الشهداء في سبيل تحرير فلسطين ، كل فلسطين ، وإن غدًا لناظره قريب.
وقد فشلت الحملة الصهيونية في أهدافها ولم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيقها في الحرب على غزة ، وهو ما أسمته الصحافة والرأي العام الصهيوني "استمرار احتفاظ حركة "حماس" بقدراتها على إطلاق الصواريخ" ، وقال الإعلام الصهيوني إن الجيش خرج من قطاع غزة دون أن يتمكن من إنهاء هذه الظاهرة التي ما زالت تؤرق وتزعج الكيان.
وتساءل: ماذا لو أطلقت حركة "حماس" من جديد الصواريخ باتجاه البلدات والمغتصبات الصهيونية، ماذا علينا أن نفعل حينها، بالفعل نحن وجيشنا عجزنا عن إيقاف ذلك.
وفي مؤشرات الهزيمة الحربية في قطاع غزة للجيش الصهيوني وصفت الصحافة وقادة الرأي في الكيان الصهيوني ، أن قرار وقف إطلاق النار الذي أعلنه الاحتلال ، قد جاء من مصدر ضعف وليس من مصدر قوة ، في إشارة واضحة إلى الهزيمة النفسية والعسكرية للجيش الصهيوني أمام المقاومة الفلسطينية التي كبدت العدو الخسائر الفادحة، فيما أخفاها قادته لحفظ ماء وجوههم، ووصف هؤلاء قرار وقف إطلاق النار بأنه "هش"، وليس له أي معنى.
شاليط مازال أسيرًا
ولعل من أهم الأهداف الفاشلة التي لم يتمكن الجيش الصهيوني من تحقيها من الحرب المذكورة هو إخفاقه في إعادة الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة "جلعاد شاليط".
فما زال شاليط أسيرًا ، مازال في يد "حماس"، وهي إشارة إلى فشل الاستخبارات الصهيونية في العثور على مكان الجندي الأسير، أو حتى الحصول على أية معلومات حوله أو حول مكان أسره.
وقد ذهب صهاينة آخرون إلى أن صورة كيانهم تلقت ضربة قوية أمام العالم كله، حيث ظهرت أمام العالم أنها بالفعل "دولة إجرامية" ، وتستخدم سلاحها في غير مكانه، وأنها تتصرف تصرفات غير مسئولة ، وأنها انتهكت كافة الحقوق والأعراف التي كان من المفترض أن تحافظ عليها أثناء الحرب على قطاع غزة.
ويضيف المراقبون الصهاينة وقادة الرأي هناك أن العلاقات الحساسة مع تركيا تدهورت وتراجعت إلى الخلف عدة خطوات ؛ بسبب الحرب على قطاع غزة وارتكاب الجرائم فيها، وأشار هؤلاء إلى التصريحات النارية التي لوحت بها تركيا إزاء جرائم الحرب الصهيونية على غزة والتعاطف الكبير التي أعلنته تركيا إزاء الشعب الفلسطيني خاصة المدنيين في قطاع غزة ، الذي تعرض لمحرقة فعلية أمام جيش الاحتلال.
ارتكاب جرائم حرب
ولعل الصورة الإنسانية كان لها بصمة واضحة ، بصمة بلون الدم الأحمر القاني ، حيث يقول هؤلاء الصهاينة إن الاحتلال ارتكب خلال الحرب على غزة "جرائم حرب" ، وربما يكون كافة القادة الذين شاركوا في هذه الحرب في المستقبل القريب والبعيد محط استدعاءات للمحاكمات الدولية ليمثلوا أمامها كمجرمي حرب فعليين بصفة أنهم مارسوا جرائم حرب ، في إشارة إلى عمليات القصف العشوائي والتدمير الممنهج الذي تعرض له المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة بالطائرات الصهيونية بكافة أنواعها وهدم بيوت فوق رؤوس ساكنيها وإبادة عائلات بأكلمها، وسحق أحياء عن بكرة أبيها، وفي إشارة إلى استخدام أسلحة محرمة دوليا في الحرب على المدنيين كاستخدام القنابل الفسفورية والعنقودية واليورانيوم وغيرها.
ويعلق هؤلاء الصهاينة على الاستهداف المباشر الذي مثله جيشهم في الحرب على المدنيين، مؤكدين أن جيش الاحتلال استهدف أعدادا كبيرة وخيالية لأبرياء ومدنيين فلسطينيين لم يشاركوا في أي عملية ضد الجيش.
يشار في هذا الصدد إلى أن عدد الشهداء في الحرب الصهيونية على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما، بلغ أكثر من 1315 شهيدًا وقرابة 6000 جريح أكثر من نصف هؤلاء من الأطفال والنساء، والغالبية الساحقة منهم هم من المدنيين الذين لم يشاركوا في إيذاء جيش الاحتلال.